لم أكن أتصور بعد ثورة 25 يناير أن تكون هناك عقبات تحول دون تقدم مصر ورقيها بعد أن زالت العقبة الكبرى التى كانت تقف فى سبيل ذلك والمتمثلة فى مبارك وحاشيته، ولكن تبين بعد ذلك بساطة هذه النظرة، إذ إن فساد العهد
السابق لم يكن مقصوراً على الكبار بل امتد وتشعب حتى وصل إلى جميع أوصال الدولة وهو للأسف وجد من بعض أعداء النجاح فى مصر ما يعاونه على ذلك بل امتد به الأمل إلى القضاء على الثورة والثوار وكان ذلك واضحاً جلياً فى انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث وجدنا أنصار النظام السابق يخرجون من الجحور مثل الحشرات التى لا تعرف الحياة فى النور وتحاول القفز على الثورة بعد إثارة المتاعب للناس ومحاولة إقناعهم أنه لا أحد يستطيع القضاء على هذه المتاعب سوى فلول النظام السابق.
من قراءتى لبعض أعمال الدكتور أحمد زويل وتتبعى لتاريخة العلمى والبحثى آمنت أن هذا الرجل محب للعلم والوطن ويشعر أنه مدين لوطنه مصر بكثير من الفضل وللعالم العربى والإسلامى الذى ينتمى إليه بكثير مما وصل إليه من شهرة عالمية فى تاريخ البحث العلمى ونتائجه التى أصبحت محط أنظار العالم، هذا الحب وهذا الإخلاص دفعه دفعاً لكى ينقل هذه التجارب وهذه الخبرة إلى بلاده لكى يكون لدى مصر والعالم العربى أكثر من أحمد زويل ويأخذ العرب وضعهم اللائق بهم بين العالم فى البحث والدراسة والتقدم العلمى والتكنولوجى، وفكر الرجل وهداه فكره إلى إنشاء مركز بحث عالمى سمى باسمه وهذا حقه لأنه صاحب الفكره ولأن الاسم فى ذاته كفيل بتهيئة بعض أسباب النجاح للمشروع، وعندما زارنى الدكتور زويل فى مجلس الشعب وتحدثنا سويا وكان معنا الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس المجلس عن المشروع وسألته سؤالاً صريحاً عن بعض المشاكل التى كانت قد بدأت فى الظهور وهى جامعة النيل وطلابها وأعضاء هيئة التدريس فيها كان رده أن كل هذه المسائل سيتم حلها بما يحفظ مستقبل الطلاب والأساتذة وانتهى الحديث عند ذلك على موعد لإرسال القانون الخاص بالمشروع الجديد لبحثه وإقراره إلا أن ذلك لم يتم لتوقف أعمال المجلس كما نعلم وفوجئت بعدها بحملة مسعورة على الدكتور زويل ومشروعه العملاق، حملة واضح أن المقصود بها شخص الدكتور زويل بسبب غير مفهوم لنا، هل من المتصور أن هذا العالم الجليل يمكن أن يبنى صرحه العالمى على أنقاض مستقبل مئات من طلاب العلم الذين قام المشروع من أجلهم، فهل من المتصور أن يبلغ الجحود والنكران بالدكتور زويل وهو يفكر فى هذا المشروع العلمى الضخم ألا يرد على فكرة مستقبل جامعة النيل وأعضاء هيئة التدريس بها وهم زملاء له؟!
استمعت إلى حديث للدكتور زويل مع قناة النيل تحدث فيه وأسهب عن المشروع ومحاولاته المتعددة لحل مشاكل جامعة النيل وطلابها وعروضه المتعددة فى ذلك ورفض الجانب الآخر لها ويبدو أن المسألة لا تتعلق بطلاب الجامعة الذين لا شك أنه يمكن حل مشكلتهم بسهولة لأنهم طلاب جامعة خاصة يمكن على أقل تقدير إلحاقهم بجامعات خاصة أخرى وهى عديدة فى القاهرة وغيرها ولكن يبدو أن هناك من أعداء النجاح من لا يريد لهذا المشروع أن يكتمل وأن يؤتى ثماره فى رقى مصر وتقدمها بدليل رفض جميع الحلول المطروحة والتى تحقق مصالح طلاب الجامعة وتحافظ على مستقبلهم، يبدو أن هناك بعض الأيدى الخفية التى تعبث بمستقبل البلد ولا تريد له أن يتقدم وقد شعرت بذلك من خطاب الدكتور زويل والمرارة التى كان يتحدث بها وأخشى ما أخشاه أن يصاب الرجل بالإحباط من جراء ذلك وإن كنت أعتقد أن ذلك لن يحدث لأن هذا ليس من شيمة العلماء الذين اعتادوا على المكوث فى المعامل وقاعات البحث لساعات طوال يومياً ويظلون على هذه الحال سنوات عديدة انتظاراً لنتائج يأملون بها لأنها تفيد البشرية وتغير من سير الحياة، كما حدث مع اكتشاف الدكتور زويل الذى استحق عليه جائزة نوبل، مثل هذا الإنسان لا تؤثر فيه هذه الصغائر ولا تعوق مسيرته بعض التفاهات ممن ينتظر منهم الشكر والعرفان بالجميل.
مطلوب من رئيس الجمهورية التدخل شخصياً لحل هذه المشكلة وتذليل جميع العقبات التى تحول دون المضى فى مشروع مدينة زويل العلمية وتكوين لجنة لتطوير التعليم فى مصر برئاسة الدكتور أحمد زويل وتكون مهمتها ليس الإشراف على الأكاديمية العلمية التى أنشأها ولكن تطوير التعليم فى مصر بصفة عامة تضم خبراء التعليم من مصر والبلاد العربية والأجنبية لوضع برنامج شامل لتطوير التعليم فى مصر لأن هذه هى البداية الصحيحة للإصلاح والتنمية وقد قرأت فى أحد كتب الدكتور زويل أن أحدث النظم التعليمية فى العالم فى تركيا وأنها تفوق مثيلتها فى أمريكا وهذا بالطبع سر التقدم السريع الذى تسير فيه تركيا بعد أن تمكنت من إصلاح نظامها السياسى.
علمت أن هنال جمعية لأصدقاء مشروع زويل فهل يقبلنى الدكتور عضواً فيها؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق