الخميس، 16 مايو 2013

غضب السلطات السعوديه لاكتشاف مصري "كورونا"





- مع الطوارئ التي تعيشها وزارات الصحة والمنظمات الدولية في مختلف أنحاء العالم لكشف سرّ فيروس "كورونا" تجري بهدوء وبعيدا عن أعين الناس، معركة من نوع آخر رهانها الملكية الفكرية لهذا الفيروس المخيف.

في يونيو/حزيران 2012، كان البروفيسور المصري علي محمد زكي يعمل في مستشفى الدكتور سليمان الفقيه في جدة، ونجح في عزل فيروس من رجل توفي في أعقاب ضيق حاد في التنفس وفشل كلوي.
وعجز البروفيسور عن تحديد سبب الوفاة واتصل بالسلطات محاولا إقناعها بضرورة التنبه وعدم ترك الأمر، ولكنه أيضا اتصل بعالم جراثيم معروف هو الدكتور رون فيوشيه الذي يشرف على مختبر علمي في هولندا الذي اشتهر في العالم باكتشافه الفيروس الآخر: H1N5 من أنفلونزا الطيور.
أكّد فوشيه لزكي أنّ الأمر يتعلق بسلالة قديمة غير معروفة من فيروس "كورونا"، انحدرت على ما يبدو من الخفافيش، قائلا إنّ العينة كانت إيجابية المصل.
وفي 20 سبتمبر/أيلول، نشر زكي ما خلص إليه على الشبكة الأوروبية ProMED-maid، ومن ساعتها تم اختيار اسم أكثر تعقيدا للفيروس.
وباتت هيئات بحث ودول ومؤسسات ومختبرات تطلب عينات من الفيروس من مختبر فوشيه.
لكن فوشيه كان يطلب من الجميع التوقيع على اتفاق يعرف باسم EMC "يحفظ حق مختبره."
كما اندلعت معركة مدارها من هو صاحب الملكية الفكرية، ومازالت تلك المعركة دائرة إلى الآن.
في الأثناء، عبرت المملكة العربية السعودية عن غضبها لتصرف البروفيسور زكي، معتبرة أنه أبقى على سلطاتها "في الظلام" من دون أن يبلغها بحقيقة الفيروس.
لكن زكي قال لـCNN بالعربية إنه تصرف وفق المعمول به ولم يتجاوز سلطاته.
وقال إنه أرسل عينة من الفيروس وتوصيفا له إلى وزارة الصحة السعودية في 18 يونيو/حزيران، وفشلت السلطات في تحديد ماهيته.
وأضاف أن التحاليل على أساس أن الفيروس ربما يكون فيروس انفلونزا الخنازير جاءت سلبية.
غير أنّ وكيل وزارة الصحة السعودي زياد مميش قال لوكالة الأنباء السعودية إنّ القوانين المنظمة لعمل الدول أعضاء منظمة الصحة العالمية تجبر الدول على إطلاق التحذيرات وتبادل المعلومات في حال وجود مخاوف من الأوبئة، لكنها أيضا تحفظ سيادتها.
وقررت السلطات السعودية إنهاء عمل البروفيسور زكي الذي عاد إلى القاهرة ليشرف على أحد أقسام جامعة عين شمس.
وقال علي "كانت السلطات السعودية غاضبة جدا ولا ألومهم على ذلك ماداموا لم يكونوا على علم دقيق بحقيقة خطورة الفيروس، بعد أن فشلوا في تحديد ماهيته."
وأضاف "مع ذلك نجحت أنا بمختبر صغير وبموارد قليلة في الكشف عن كون الأمر يتعلق بهذا الفئة من الفيروسات القاتلة."
وأوضح "لم أفعل أمرا غريبا. فكل مصحات جدة ترسل عيناتها إلى الخارج للتأكد وأنا كنت أعمل في مصحة خاصة وليس في مستشفى حكومي."
ولم يخف البروفيسور زكي في تصريحاته لـCNNبالعربية "سعادته" بفصله من السعودية قائلا "لا ألومهم في النهاية فقد أرسلت إليهم العينة ولكنهم فشلوا في فحصها."
وتوقع زكي أن يستمر الفيروس في الانتشار في المنطقة "ولكن ليس بالضرورة بنفس الشراسة."
وحول النقاش الدائر بشأن الملكية الفكرية للفيروس، اعتبر زكي الأمر عاديا، قائلا إنه لا يخشى أن تقوم هيئات أو أطراف من داخل السعودية أو خارجها "السطو على اكتشافه" قائلا "كل شيء موثق ولا شيء يمكنه أن يبعد اسمي وحقوقي الأكاديمية بشأن الموضوع."
ورغم أن تقارير أعربت عن "مخاوفها" من كون المملكة العربية السعودية ربما تعمدت إخفاء بعض الأمور بسبب "موسم الحج الذي يقترب" استبعد البروفيسور زكي أن تكون أي من الحكومات في المنطقة تتعمد التعتيم.
ومن جهته، قال وكيل وزير الصحة السعودي، في مؤتمر في الرياض، إنّه ليس من سياسة السعودية أن تخفي الأمور "نحن شفافون وقد دعونا وفودا من المنظمات الدولية للاطلاع على الوضع."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق