أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن التدخين السلبى هو انتهاك صارخ لحقوق
الانسان غير المدخن، ويهدده بحرمانه من الحق فى الحياه بأثره على تلوث البيئة، لافتا إلي أنه حتى البيئة الأولى للانسان (رحم الأم) أصبحت تعانى من التلوث بالتبغ.
وأضاف بدران - فى تصريح صحفي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة التدخين الذى يوافق 27 مايو من كل عام - أن أضرار التدخين السلبى تصل إلي 4 أضعاف التدخين الفعلى وأنه منتشر فى مصر بنسبة مرتفعة، ويخفض من مستوى الكوليسترول الحميد اللازم لجسم الإنسان والذى ترتبط مستوياته العالية بطول العمر حيث تتناسب تركيزاته عكسيا مع معدلات الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.
وتابع أن "التدخين لا يضر فقط بالقلب والأوعية الدموية كما هو شائع، بل أنه يؤثر أيضا على الكوليسترول المفيد الذى يحمى من تصلب الشرايين، وأن تدخين الأم الحامل يسبب انخفاض الكوليسترول المفيد فى أطفالها، وأن التدخين السلبى له نفس الأثر سواء فى تقليل الدهون المفيدة وعلى قلب الجنين".
وأوضح أن تدخين السجائر قليلة القطران لاينجى من المخاطر التى تهدد القلب والشرايين، وأن التدخين السلبى فى المنازل ومقار العمل يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30 % ويقلل من وصول الأوكسجين للجنين بنسبة 40 % مما يؤثر على نموه ووزنه، حيث يقل وزن المولود بمعدل 20 جراما لكل سيجارة تدخنها الأم فى اليوم.
وذكر أن أضرار التدخين لا تستثنى العمر أو الجنس فالكل يتضرر، ولكن الضرر يكون أكثر خطرا فى الأطفال والإناث، وحتى الأجنة فى أرحام أمهاتهم تتعرض للتدخين السلبى الذى يقلل لديهم الكوليسترول المفيد ويزيد من قابليتهم للاصابة بتصلب الشرايين فى المستقبل .
وحذر من أثر التدخين السلبى على المراهقين والنساء، حيث يزيد "ولو تم التعرض إليه بكميات قليلة" من قابلية المراهقين للاصابة بتصلب الشرايين والنساء بضيق الشرايين التاجية والشريان الأورطى (أكبر شريان فى جسم الإنسان) .
وأوضح أن مواليد الأمهات المدخنات تزداد لديهم احتمالات ضيق الشريان الأورطى عند البلوغ وهو الشريان الرئيسى المسئول عن توزيع الدم النقى لجميع أجزاء الجسم، ناصحا بممارسة الرياضة المنتظمة والإقلال من تناول الدهون المشبعة (السمن وزيت النخيل وجوز الهند) والإقلال من الأغذية السريعة غربية النمط وعدم شرب الخمور ومقاطعة التدخين سواء الإيجابى أو السلبى بالإضافة إلى تناول الأغذية الغنية بالألياف والمكسرات والأسماك والزيوت النباتية.
ورسم الدكتور مجدى بدران خارطة طريق لتأثر الأوعية الدموية بأبخرة التدخين، قائلا إنه "بعد خمس دقائق من التعرض لدخان التدخين تقل قدرة الشريان الأورطى على التمدد، وبالتالى تقل كمية الدم التى تصل للأنسجة، وبعد 30 دقيقة تفقد الشرايين التاجية " التى تغذى القلب نفسه" الاحتياطى السريع الذى يمد القلب بالدم وقت الخطر وعند زيادة المجهود".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق